الشغف





الحلقة السادسة

محمد طاهر ڨرايرية، مهندس معماري، صاحب شركة MTG و مدرس تصميم داخلي، كان لنا شرف استقباله للعدد السادس من المبادرة حيث حدثنا عن الشغف و شارك معنا تجاربه. 



محمد، تعمل في ميدان أنت شغوف به، كيف كانت البداية و ما هي أهم المراحل التي مررت بها؟

كنت تلميذ جيد، محب للرسم منذ نعومة الأظافر و هي هواية اكتسبتها من خالي الذي ألهمني لذلك بالاضافة إلى تعلم اللغة الإنجلزية.

في غالب الأحيان فإن للمجتمع أثر في تحديد مستقبلك المهني، فمثلا إن كنت تدرس علوم "طبيعية و حياة " فسيكون أول ما ينصحونك لفعله أن تصبح طبيبا، بالنسبة لي اخترت إتباع هوايتي و لذلك درست هندسة معمارية.

بعد دراستي كانت لي تجربة مع شركة وطنية أين عملت بها لخمس سنوات، بعدها و رغم مسؤولياتي الشخصية قررت خوض مغامرة في الخارج و البداية من الصفر، كانت الوجهة الامارات العربية أين عملت مع تونسيين هناك، بعدها و لظروف خارجة عن نطاقنا تم التوقف، حينها قررت العودة إلى الجزائر. 

الكل قال لي أنني خسرت جهدا و وقت، لكن اكتسبت ثقة و طورت من مهارتي و أصبح الإنطلاق من الصفر لا يخيفني، و لذلك منذ ذلك الحين قررت إتباع شغفي و الشروع في العمل على مشاريعي الخاصة.


لحد الآن لم تذكر CHARBY، ما قصة تلك القصة المصورة؟

قرار واحد قد يغير حياتك، و قول لا قد يكون له صدى كبير. 

كان لي إجتماع عمل و رفضت الذهاب كوني كنت مدعو كمدرب في تظاهرة "START UP WEEKEND" ، نتكلم هنا عن تسلسل الأحداث، فبعد نهاية تدريبي تلقيت دعوة للقيام بمحاضرة في "WIKI STAGE"، كان إختيار موضوع محاضرتي عفوي "كيف تنجح رغم كل العقبات"، لم تكن لدي أدنى فكرة عن ما سأقوم بالحديث عنه، حينها قررت عمل قصة مصورة "Charby" و هي شخصية خيالية تروي حكاية نجاح في الجزائر، لقد راقت للكثير من الذين حضروا التظاهرة فقمت بعدها بعرض أول عمل على الفايسبوك و نال إعجاب الناس و من هنا كانت البداية، هي فرصة لممارسة هوايتي المفضلة ألا و هي الرسم، و كذلك تعتبر مجالا للإبداع.

أود أن تصبح سلسلة كاملة أين يتم التعريف ببعض الأماكن السياحية الجزائرية، أما الآن فانا أقوم بترجمة الحلقات المعروضة إلى اللغة الإنجليزية لتصبح ذات صدى عالمي و هذا بعد لقائي لبعض المحترفين في الملتقى الدولي للرسوم المصورة.


كيف يمكن لأي شخص أن يجد شغفه؟ 

هناك مقولتان أود مشاركتهما: الأولى "عندما لا يكون لدينا ما نحب ، علينا أن نحب ما لدينا"، أما الثانية " عليك دائما أن تفعل ما تحب".

الشغف هو أن تقوم بما تحبه، بكل راحة و أريحية، حين لا يهمك الوقت و لا التعب، أحيانا يكون ذلك بالمجان، نفسك تميل إليه طبيعيا، تتقن فيه و تبدع من دون ملل و لا تحتاج لتحفيز حتى تقوم بذلك العمل.

في كل الأحوال شغفك مربوط بك سواء اكتشفته أم لا، يجب فقط خوض التجارب التي ترغب حقا بالقيام بها و أن تقوم بما تميل إليه النفس، كن صادقا مع نفسك و إتبع احساسك.


من وجهة نظرك الشخصية هل يمكن تحويل أي شغف عملي كان إلى مصدر رزق؟

نعم! لكن يجب أن يكون لشغفك خطة معينة بعقلية المقاول، يجب أن تخطط، شغفك في بداية الأمر هو مادة أولية قابلة للتطور عن طريق التعلم الدائم و البحث عن القيمة المضافة التي يمكن تقديمها لمن يحتاجها، العديد يتقاسم نفس الشغف،حتى تكون فريد من نوعك يجب أن تصقل موهبتك و أن تعمل جاهدا مع الصبر على النجاح.

الشغف لا يكفي، حتى و إن كنت صاحب موهبة كبيرة عليك أن تضع إستراتيجية و أن تسوق لعملك، إن لم تقم بذلك لن يأتي أحد ليكتشف شغفك، حتى يسهل الفهم نأخذ محل بسيط؛ الطبخ أمر يشترك فيه الكثير، النساء و الرجال، لكن أم وليد استطاعت التميز حيث حولت شغفها إلى مادة قابلة للعرض.

انصح بقراءة كتاب "RICH DAD POOR DAD" لتطوير عقلية المقاولتية، و كذلك كتاب "LEAN Startup".

الناس تشتري القيمة التي تقدمها، لا الوقت الذي خصصته و لا مقدار الجهد الذي تبذله،تذكر بأن تبحث عن القيمة المضافة، فبذلك ستحول شغفك إلى مصدر رزق.


هل المرور بتجربة عمل أمر مهم أم إتباع الشغف من البداية أفضل؟

انصح بالعمل أولا، حتى تكتسب خبرة، تطور من مهاراتك، تكون علاقات و تكتشف عالم الشغل، صدقني أن الشغف سيزيد عندما تعمل في شركة مثلا، عليك بالتحضير، يقال أن "رجل الأعمال هو ذلك الذي يرمي بنفسه في الهواء و لكن يصنع لنفسه أجنحة قبل السقوط" 

في عالم الشغل ستكتشف طباع الناس، متطلبات السوق، حتى و إن كنت ستخوض تجربة صغيرة و قصيرة لكن فائدة ذلك ستكون قيمة.


هل بإتباع شغفك كانت لك فرصا لم تكن في الحسبان؟

نعم، كذلك هذه الكلمة "نعم" يمكن أن تغير الكثير، كانت هناك دورة لساعتين في السفارة الأمريكية، تنقلت من عنابة إلى الجزائر العاصمة لحضورها، و بعد مجموعة من الاحداث، قادت إلى الحصول على فرصة للتبادل الثقافي في الولايات المتحدة الأمركية، بتوفيق الله سنحت لي فرصة دخول كبرى الشركات و المشاركة في تجربة لم تكن في الحسبان.

شغفي من دفعني للعمل، و بالإجتهاد و الصبر ستفتح لك أبواب لا يمكنك تخيلها.  


كالعادة، نختم بنصيحة توجه للشاب الجزائري الباحث عن النجاح

"في المحنة منحة"، قام الوباء بتسريع الأحداث و المعطيات و الحلول، كثير من الأشياء ستتغير للأبد.

توكل على الله، لا تسمع للأشخاص الذين يثبطونك بقولهم لا تستطيع، يمكنك تحقيق ما تريد بشرط العمل الجاد مع وضع خطة عمل و أهداف محددة، ثق بالله و بنفسك و بقدراتك، تعلم كيف يمكن تقديم شغفك بطريقة بسيطة و سهلة للفهم، الفرص يمكن أن تأتي من محادثات فقط، حيث يجب أن تجعل الشخص الذي تخاطبه يحس بشغفك في الثواني الأولى من حديثك، حاول أن تكون الأفضل في مجالك، فكما يقال عندما تشارك هدفك "إن لم يتم نعتك بالمجنون فهدفك ليس بالكبير".

بالتوفيق للجميع !




إن أكملت قراءة المقال، لا تنسى أن تشاركه أصدقائك 👋😀




Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

بين العلم والعمل

معنى الإلهام