فن إتقان العمل

الحلقة الثالثة


: في الحلقة الثالثة من المبادرة
 استقبلنا ليديا بوبكر مدربة تطوير مهارات و قدرات الشباب الوظيفية قبل ولوج عالم الشغل، شاركت في العديد من التظاهرات الوطنية و الدولية وساعدت العديد من الشباب في إيجاد فرص عمل، يشرفنا أن تشارك معنا كثالث نموذج للمبادرة

 ليديا، كيف يمكنك تعريف إتقان العمل؟  

بالنسبة لي ، فإن "الجهد الإضافي" هو الذي وقف بيني وبين النجاح في مرحلة مبكرة. إنها خطوة إضافية في العمل الذي ننجزه حيث يجب على كل شخص اتخاذها عند القيام بشيء ما، يمكن أن يتجلى في حياته اليومية كالدراسة والعمل والطهي .. إلخ

الإتقان يمكن أن يحدث فرقا حاسما بين الشخص الذي ينجح والأشخاص الآخرين، على سبيل المثال: في الفصل الدراسي ، يذهب جميع الطلاب إلى نفس الفصل، لنفس المدة، مع نفس المعلم و يدرسون نفس المحتوى. ومع ذلك ، في نهاية العام ، يحصل بعض الأشخاص على درجات أعلى من الآخرين ،البعض يتفوق والبعض الآخر يفشل هذا الاختلاف في النتائج ليس وليد صدفة، بل في الجهد الذي بذله الطلاب الناجحون في مراجعتهم و اتقانهم لعملهم.


 هل للإتقان علاقة مع الوقت، سواء كمهارة لنكتسبها أو لنطورها؟


بصراحة من تجربتي الشخصية، لم يكن الوقت عاملا و لا معيارا لإنجاز الأعمال، اعتدت على بذل الجهد اللازم لإنجاز عملي و فقط و اعتقدت بأنه كافي.

عند مقارنة ثمار معظم المهام المنجزة بنتيجة أي شيء أنا شغوفة به الذي اكرس فيه جهدا أكبر،رايت مدى تأثير أخذ التفاصيل بعين الإعتبارعلى النتيجة.

مع بعض الممارسة على جعل إتقان العمل أمر روتيني، بدأت في بذل المزيد من الجهد في الأشياء الأساسية التي لا تتعلق بالضرورة بشغفي. على سبيل المثال ، تغيرت طريقة كتابة رسائل البريد الإلكترونية الخاصة بي، طريقة تنظيم مجلداتي على مكتبي، والطريقة التي أقوم بها بمراجعة دروسي ... وواحدة تلو الأخرى، بدأت النتيجة تظهر أكثر فأكثر لتكون إيجابية و أفضل من المتوقع.

لذا فهذه مهارة يمكن للناس تطويرها عندما يريدون حقًا تحقيق المزيد من النجاح و حصد مردود أكثر من الأعمال التي يقومون بها.


لا يتعلق الأمر بمقدار الوقت الذي نخصصه للقيام بشيء ما ، بل بقدر الجهد الذي نبذله للقيام بذلك، يمكنني قضاء يوم كامل في كتابة رسالة بريد إلكترونية واحدة، لكن ذلك لا يعني أنها ستكون أفضل من تلك التي اكتبها في 15 دقيقة بمزيد من الجهد والتركيز والاهتمام بالتفاصيل.


 هل للإتقان علاقة بالنجاح خاصة في مجال العمل و الفرص المتاحة؟


هي علاقة طردية، فقد رايت مدى تاثير ذلك على الشباب في كثير من المجالات و خاصة في حياتهم المهنية. قد يقضي الطالب 5 سنوات في الجامعة، يحصل على المهارات والمعرفة الصحيحة ، ومع ذلك لا يحصل على فرصة عمل لمجرد أنه لم يبذل جهدًا إضافيًا في طريقة كتابة سيرته الذاتية فمعظمهم يستخدم فقط النماذج التي يجدونها في أول بحث على صفحة google .

حتى بصفتي مدربة مهنية، عُرف علي أني استغرق أكثر من يومين لإنهاء السيرة الذاتية قبل إرسالها من أجل فرصة ما، على الرغم من أن ذلك يمثل عملي و قد قمت بذلك عديد المرات إلا أني لا زلت أبدي إهتماما لأدق التفاصيل.

أعرف مقدار اهتمام أرباب العمل و الشخص الذي يقوم بإنتقاء العمال بالتفاصيل، حيث حتى من خلال تجربتي المتواضعة يمكنني التعرف على من بذل جهدًا إضافيًا في إنشاء سيرته الذاتية أو من خلال رسالة على البريد الإلكتروني، الفرق واضح و جلي لكن فقط لأصحاب الخبرة، و ما الخبرة إلا بالممارسة الدائمة و تعقب التفاصيل للإلمام بموضوع ما.

إتقان ما تقوم به هو ما يجعلك مختلفا عن الاخرين، هذا ما أنصح طلابي به دائمًا للتألق مقارنة بالمرشحين الآخرين على إختلاف الأسباب و الفرص.


حتى بعد حصولك على الوظيفة ، فإن إتقان العمل هو مفتاح الرقي في الوظيفة والتقدم في المسار المهني، فالأشخاص الذين يحصلون على ترقية ، أو يحصلون على عروض عمل أفضل هم الأشخاص الذين تكون مردودية عملهم الأكثر ثباتًا  في العمل عند القيام بشيء ما ، ثمار ذلك يكون في تحقيق نجاح أكبر مما يتخيلونه فقط لأنهم اتقنوا عملهم الذي وجه لهم أو مهامهم التي كلفوا بها.



 شكرا ليديا، كخاتمة، ما هي نصيحتك للشباب؟


أحد المكونات الرئيسية للنجاح هي وجود النية الحسنة ، والقيام بما هو متطلب للأسباب الصحيحة و لغاية أسمى.

نصيحتي هي دائمًا أن تقوموا بخطوة إضافية حتى في أصغر الأمور في حياتكم. كان هذا هو المكون السري الخاص بي للحصول على الفرص التي كنت أرغب فيها ، سواء في حياتي المهنية ، أو البرنامج الذي شاركت فيه في الخارج ، أو حتى في التدريبات التي كنت احصل عليها مع العديد من المنظمات. سيلاحظ  الجميع الأشخاص الذين يبذلون جهدا إضافيا، سيحكمون عليهم بأنهم يستحقون فرصًا أفضل فهذا حصاد عملهم و اجتهادهم.

عند كتابة السيرة الذاتية ، لا تعتمد فقط على النماذج الأساسية التي تعثر عليها ، خصص بعض الوقت لقراءة المقالات أو طلب المشورة من الخبراء،  عندما تجري مقابلة عمل، استعد لها جيدًا من خلال مشاهدة مقاطع فيديو على اليوتوب عن طريقة التحضير أو حتى القيام بدورة عبر الإنترنت، عندما تحصل على الوظيفة أو التدريب الذي أردته، تأكد من القيام بكل مهمة تمنح لك على أكمل وجه لإعطاء انطباع جيد و لتبرز في مجال تخصصك. يمكن أن يكون لجهد صغير  واحد تأثير كبير على حياتك المهنية فما بالك بجهد كبير، الأن الأمر كله بيدك فأنت من يحدد مصيرك.




إن أكملت قراءة المقال، لا تنسى أن تشاركه أصدقائك 👋😀


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

بين العلم والعمل

الشغف

معنى الإلهام